هذه اشارة الى ستيف بالمر، صديقه، ومدير شركة "مايكروسوفت"، وتبلغ ثروته الآن 15 بليون دولار تقريبا (الاغنى رقم ثلاثين في العالم). لم يترك جامعة هارفارد، وحصل على بكالوريوس، والتحق بجامعة ستانفورد للحصول على ماجستير ادارة الاعمال. لكن، هناك اقنعه بيل غيتس بأن يترك الجامعة ويعمل مع في شركة "مايكروسوفت". لم يقل غيتس للطلاب المتخرجين بأنه اقنع، ايضا، بول الين بان يترك الجامعة قبل ان يكملها، وذلك لأن هذا ليس سرا. اشترك الثلاثة (بيل وستيف وبول) في تأسيس شركة "مايكروسوفت"، لكن، بعد عشر سنوات، انفصل عنهما بول، واسس شركة "فلكان"، وتبلغ ثروته الآن عشرين بليون دولار تقريبا (الاغني رقم عشرين في العالم). درس بول الثانوية مع غيتس في سياتل (ولاية واشنطن). وكانا يتسللان الى معمل الكمبيوتر في جامعة واشنطن القريبة. ومرة قبض عليهما استاذ، ثم اقتنع بحبهما لابحاث الكمبيوتر، واتفق معهما (ربما مثلما في فيلم "غود ويل هنتنغ") على مساعدة طلاب الجامعة. وبعد ان اكملا الثانوية، ذهب غيتس الى هارفارد، وذهب الين الى جامعة واشنطن ستيت. وبعد سنتين هناك، اقنعه غيتس بأن يترك الجامعة ويعمل مع شركة "هونيويل" للكمبيوتر. ولحسن حظهما كان مكتب شركة "هونيويل" في بوسطن (ولاية ماساجوستس) وقريب من جامعة هارفارد، وكانت تلك فرصة لهما ليجريا ابحاثا مشتركة عن المراحل الاولى للكمبيوتر. (لكن، تقول مصادر اخرى ان الين هو الذي اقنع غيتس بأن يترك هارفارد قبل ان يكملها).
ويبدو ان هناك صلة قوية بين ترك الجامعة قبل اكمالها وبين النجاح في مجال التكنولوجيا. بالاضافة الى هذا الثلاثي، هناك آخرون، وعلى رأسهم عرابهم: الكسندر بيل، الذي اخترع التليفون سنة 1876. قطع بيل دراساته ثلاث مرات، ولاكثر من سبب: ولد ودرس في ادنبرة، في بريطانيا، في ثانوية "رويال هاي". لكنه لم يكملها، وكان يتغيب كثيرا، وسقط في كثير من المقررات، واشتكى بأن المدرسة ركزت على الآداب بينما كان يريد دراسة العلوم. ثم التحق باكاديمية هناك، ثم بجامعة ادنبرة. لكنه تركها عندما انتقل الى لندن حيث كان يعيش والده. والتحق بجامعة لندن، ثم تركها عندما هاجر مع عائلته الى كندا، ثم الى الولايات المتحدة.
اذا كان بيل اكبرهم، فإن مارك زوكربيرغ اصغرهم. عمره 23 سنة، وهو مؤسس ورئيس مجلس ادارة "فيسبوك"، موقع الانترنت الذي يقدم فيه اي شخص معلومات عن نفسه، ويتعرف بآخرين. نجح الموقع بين يوم وليلة، وتقدر قيمته الآن بنحو 10 مليارات دولار. قبل ست سنوات، ترك زوكربيرغ جامعة هارفارد قبل اكمالها عندما نجح مشروعه الجديد "فيسبوك".
وهناك لورنس أليسون، مؤسس ورئيس مجلس ادارة شركة "اوراكل" للكمبيوتر، وهي ثاني اكبر شركة سوفت واير في العالم، وتبلغ ثروته 25 مليار دولار (الاغنى رقم 15 في العالم). ترك الجامعة مرتين: اول مرة سنة 1960، بعد سنة من بداية دراسته في جامعة ألينوي. قال ان مقرر الكمبيوتر في الجامعة لم يرق له، لكن وفاة والدته كان سببا رئيسيا. وثاني مرة سنة 1962، عندما كان في جامعة ميشيغان، وذلك بعد ان اقنعه صديقه جك وايس بأن ينضم الى شركة كمبيوتر اسسها في ولاية كاليفورنيا. جك وايس، نفسه، كان، في سنة 1965 طالبا في جامعة ألينوي، عندما قرر الا يستمر في الدراسة، وانضم الى شركة "اوريكل".
والاثنان صديقا ستيف جوبز، مؤسس ورئيس مجلس ادارة شركة "ابل" للكمبيوتر. وهو الآخر ترك الجامعة قبل ان يكملها. كان ذلك في سنة 1972، بعد ان قضى ثلاثة شهور فقط في كلية ريد الجامعية في بورتلاند (ولاية اوريغون)، وانضم الى شركة "اتاري" لالعاب الكمبيوتر. ثم تركها، واسس، في سنة 1976، شركة "ابل". (والد ستيف الحقيقي هو السوري عبد الفتاح جندلي، ووالدته هي الاميركية جوان شيبل. التقيا سنة 1955 عندما كانا طالبين في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسسكو. وعندما حملت الاميركية وانجبته، لم يكونا متزوجين، وضعته في دار حضانة حيث تبناه بول جوبز وزوجته كلارا جوبز، لأنهما لم يقدرا على الانجاب، وسمياه ستيف جوبز). في سنة 1976، عندما اسس ستيف جوبز شركة "ابل"، شاركه صديقه ستيف ووزنياك تأسيس الشركة، وهو نفسه كان ترك جامعة كاليفورنيا قبل ذلك بثلاث سنوات، وعمل لفترة في شركة "هيوليت باكارد" للكمبيوتر. ومن رجال الاعمال: ريتشارد غراسو، رئيس مجلس ادارة "ستوك اكسجينج" (سوق الاسهم) في نيويورك. اشترى اول سهم وعمره ثلاث عشرة سنة، لكن، بسبب صغر سنه، سجله باسم والدته. وعندما دخل الجامعة، تضاعفت قيمة اسهمه، فترك الجامعة وتفرغ لبيع وشراء الاسهم. ودين كامين المهندس الذي لم يدرس الهندسة في جامعة، لكنه اخترع "آي بوت" (كرسي الكتروني يمشي بعجلات)، و"سيغواي" (دراجة الكترونية بعجلة واحدة)، واخترع اجهزة طبية كثيرة، منها جهاز تنظيف الكلي.
وتوم موناغان، صاحب ورئيس مجلس ادارة "دومينو بتزا" التي تفوقت على غيرها لأنه قال ان بيع "البتزا" لا يحتاج الى مطعم. وان المطعم الناجح هو الذي يرسل "البتزا" الى الزبائن وهم في بيوتهم.
وبيل روزنبيرغ، الذي لم يدخل الجامعة، وترك المدرسة الثانوية قبل سنتين من اكمالها. اسس مطعما لا يقدم غير وجبة الفطور، وقال ان الناس تقدر على ان تأكل الفطور كل اليوم. وتخصص في "دانكن دونتز" (اللقيمات)، وسمي سلسلة مطاعمه بهذا الاسم، ويبيع منها الآن اكثر من ثلاثين نوعا.
وفي مجال الفن، تركت الجامعة ونجحت شخصيات مشهورة مثل: وودي الين، ممثل فكاهي، ترك الجامعة سنة 1955، وغير اسمه بعد ان كان الين كونغسبيرغ. وجيمس كاميرون الذي ترك جامعة في وطنه كندا، وهاجر الى هوليوود حيث اشتهر في صناعة الافلام، مثل "تايتانك" و"تيرمينيتور". وستانلي كوبريك، الذي هاجر من المجر الى هوليوود ايضا، وانتج افلاما مثل "لوليتا" و"دكتور سترينجلف" و"سبارتاكوس". وستيفن سبيلبيرغ، الذي رفض دخول الجامعة رغم انه كان مؤهلا، وذهب الى هوليوود حيث انتج افلاما مثل "الفك المفترس" و"اي تي" و"قائمة شندلر". وستيف مارتن، ممثل فكاهي ترك كلية لونغ بيتش الجامعية في كاليفورنيا. وروزي ماكدونيل، ممثلة فكاهية تركت جامعة بوسطن. والين ديجينراس، ممثلة فكاهية، تركت جامعة نيواورلينز.
وفي مجال الادب، هناك شخصيات مثل: هانز اندرسون، اديب دنماركي كتب قصصا صارت افلاما مثل: "ليتل ميرميد" (حورية البحر) و"امبراطور بدون ملابس". ومايا انجيلو، اديبة وشاعرة اميركية سوداء، وكتبت: "اعرف لماذا يغني الطائر داخل القفص". وجيمس بولدوين، مؤلف قصص اميركي اسود، تربي في هارلم، وهاجر الى فرنسا، ومن القصص التي كتبها: "اذهب وابلغ الجبل عنا". واجاثا كريستي، بريطانية ومؤلفة قصص تحقيقات الشرطة، مثل "الآنسة ماربل" و"هيركيول بويروت". ومارك توين، ربما اشهر كاتب قصص اميركي في القرن التاسع عشر، ومن قصصه: "توم سويار" و"مغامرات هاكلبيرى فين". وجوزيف كونراد، البريطاني الذي ترك الجامعة لأن مدرسه قال انه مناكف، وسافر الى افريقيا مع البحرية الاميركية، ومن القصص التي كتبها "قلب السواد" عن افارقة الاحراش. وتشارلز ديكنز، قاص بريطاني كتب قصصا مثل: "ديفيد كوبرفيلد" و"اوليفر تويست" و"قصة مدينتين." وفي مجال الصحافة، هناك شخصيات مثل: نانسي وودهال التي حبت ممارسة الصحافة، لكنها لم تحب دراستها، فتركت كلية الصحافة، وصارت صحافية، وكانت اول رئيسة تحرير لمجلة "يو اس توداي". ومات دردج، صاحب ومؤسس اول واشهر موقع اخبار في الانترنت، وسماه على اسمه: "دردج ريبوت". وهوراس غريلي، مؤسس مجلة "نيويوركر" الذي، قبل ان يترك الجامعة، ترك المدرسة الثانوية. وبيتر جيننغز، الكندي الذي هاجر الى اميركا، وعمل مراسلا لتلفزيون "اي بي سي" (عمل في بيروت، وتزوج لبنانية لفترة قصيرة)، وصار كبير للمذيعين حتى قتله سرطان تدخين السجاير. وكيفين كيلي، مؤسس ورئيس تحرير مجلة "وايارد" لاخبار الكمبيوتر والتكنولوجيا، وترك جامعة رود ايلاند بعد سنة فيها. وكلير لوسي، التي ورثت مجلة "تايم" بعد وفاة زوجها مؤسسها، ثم صارت سفيرة لأميركا في ايطاليا. وادولف اوشس، الذي ترك المدرسة الثانوية وعمل مراسلا في جريدة "نيويورك تايمز"، ثم تدرج في مناصبها الادارية، حتى اشتراها سنة 1896، ولا تزال العائلة تملكها.
وفي مجال السياسة والسياسيين، هناك اسماء مثل: كارل روف، استراتيجي سياسي رافق الرئيس جورج بوش الابن منذ ان كان حاكما لولاية تكساس، وحتى قبل شهور عندما ترك وظيفته في البيت الابيض بسبب ضغوط الكونغرس بعد ان سيطر عليه الحزب الديمقراطي. وزكاري تايلور، الرئيس الاميركي في منتصف القرن التاسع عشر. وهاري ترومان، الرئيس الاميركي في منتصف القرن العشرين. ومارتن فان دورين، الرئيس الاميركي مع نهاية القرن التاسع عشر. وديفيد بنغوريون، اول رئيس لوزراء اسرائيل سنة 1948. وجون ميجور، رئيس وزراء بريطانيا الذي خلف مارغريت ثاتشر سنة 1990، وخلفه توني بلير سنة 1997.
0 commentaires: