الرهاب الاجتماعي
سعيد أنا أن أتقدم بعرض مشكلتي هذه لعلي أجد عندكم من يواسيني ويخفف عنى وطأة العذاب الذي أعيشه يوميا ولم أستطع الصمود أمامه فأنا حزين جدا على حالي وتمنيت لو أنني لم أولد في هذه الحياة أرجو أن لا تعنفوني على ما قلته وما سأقوله.
مشكلتي هي الخوف الاجتماعي الذي دمرني ودمر مستقبلي فلم أعد أستطيع المقاومة, أصبحت لا أعبر عن رأيي بشكل جيد أخاف من كل غريب وعندما أرى أحدا يتكلم بشجاعة أحسده وأجد نفسي لا تساوي شيئا امامه.
سيدي أنا طالب في الجامعة وليتني لم أكن حالتي أنني أشعر بالخوف يأخذني ويأخذ عقلي فلا أستطيع التفكير داخل القسم وكلني رعشة في صوتي إن تكلمت و في رقبتي من الخلف خاصة فأنا داخل القسم وأمام زملائي كالأبله لا يصلح للدراسة وقد حدث لي أن طلب مني الأستاذ أن أعرض بحثي فبدأت بالقراءة على زملائي فستوقفني و طلب مني الشرح بدون قراءة فارتعدت فرائسي و ارتعشت رقبتي فلم أعد أستطيع أن أنطق ببنت شفة وهذا كله أمام زملائي والله في تلك الفترة تمنيت الموت و بعد أن أكملت بحثي رجعت إلى المنزل وأنا في حالة يرثى لها كرهت الحياة والدراسة وكل شيء, والله تعبت كثيرا و بكيت كثيرا فأنا أتألم أريد من يساعدني ذهبت إلى طبيب نفسي وأعطى لي أدوية وأنا أشربها لمدة شهر ونصف لكن لم يكن هناك بصيص للأمل.
أشعر أمام زملائي بالحقارة فهم يشاركون ويتكلمون بطلاقة وثقة أما أنا فلا شيء لا أستطيع المواصلة فكرت أن أتوقف عن الدراسة التي تجلب لي التعب والألم والخوف والشعور السيئ تجاه نفسي وتجعلني جبانا أما زملائي من خلال نظراتهم واحتكاكهم معي لكن الطبيب نصحني بالمواصلة لأنه لم يتبقى لي سوى عامين لكني كلما أردت قهر هذا الخوف لم استطع لم لم لم استطع كرهت حياتي ونفسي.
أصبحت لا أثق في نفسي مهما حاولت اظهار ذلك لم افلح أحب الدراسة لكن عندما أتذكر ما يجري لي في القسم أعافها لأنني اكره أي شيء يذكر بالموقف الذي مررت به إنه موقف محزن وأليم جدا لي أرجو من حظرتكم أن أصل الى بر الأمان -أريد أن أعرف ماقولكم في حالتي أو الحل الذي تساعدونني به و كذا رأيكم في ذهابي الى الطب النفسي وهل سأشفى يوما ما فسوف أدعولكم عن ظهر الغيب ان شاء الله. شكرا
*******************
*******************
الأخ الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد..
لنبدأ الحديث من حيث انتهيت.. فأنت – بإذن الله – ستتجاوز الحالة التي تمر وتصبح مجرد ذكريات غابرة، فلست وحدك مما يعاني أو عانى من ذلك، فهناك الملايين مرّوا بهذه التجربة وتجاوزها أغلبهم بنجاح، كما إنّ دراسة حياة الكثير من الموفقين في سائر الحقول العلمية والثقافية والفنية، تدلنا على أن بعضهم كان خجولاً أو منزوياً عن المجتمع ولكن مواصلة طريقه في إكتساب العلم والمعرفة والتجربة العملية كانت سبباً رئيسياً لتجاوزهم أوضاعهم النفسيّة والتقدُّم في تقدمهم وإرتقائهم.
ومن المهم أن تعرف أنّ الجذر في الخجل والخوف الإجتماعي هو القلق والإضطراب، والذي يرجع إلى عوامل بيئية غالباً، تتعلق بظروف النشأة في الصغر ومحيط التربية القاسي والشديد والمراقبة والمحاسبة، فينشأ الطفل متطلباً للكمال يقلقه أي إحتمال للوقوع في الخطأ، سواء كان لوحده، فلا يفهم الإنسان الخطّاء بطبعه، ولا الحياة التي لا تسير وفق ما نريد، أو كان الإنسان خائفاً من محيطه فهو يحس وكأن عيون الناس تحدق به من كل جانب.
فلابدّ إذن إبتداءً من تصحيح الأفكار، ومما يساعد على ذلك أن نسطر أفكارنا على الورق ونؤشر على الصحيح والخاطئ منها، من ذلك:
1- كل البشر – إلاّ مَن عصم الله من أنبيائه وأوليائه – يخطأون، فلا داعي للقلق إذا أخطأنا وكنّا وسائر الناس في ذلك سواء.
2- الحياة لا تسير كما نشتهي وأعمالنا ليس كأعمال الله تعالى كاملة ومتقنة، وإنما تتحكم بها عوامل كثيرة، وهي في الآخر ناقصة، وعلينا أن نتقبل الحياة كما هي.. نسعى للأفضل، ولكن مع تقبل الواقع والتعايش معه.
3- الناس في شغل عنّا، فلكل شأنه وهمومه، وعلينا مواصلة أعمالنا دون الإكتراث كثيراً برأي الناس إذا كنّا بالإتجاه الصحيح لأن (رضا الناس غاية لن تُدرك).
4- أفضل طريقة لتجاوز حالاتنا النفسية غير الملائمة، مواصلة العمل والنشاط والدراسة بجد، لأن ذلك يملأ فراغنا ويشغلنا ويطور أوضاعنا نحو الأفضل، ويشعرنا بالثقة.
5- الصورة التي في أذهاننا هي التي تتحكّم بنا وليست بالضرورة هي الصورة الحقيقية في الواقع، ولذلك علينا العمل لتحسين تصوراتنا عن أنفسنا وعن الحياة من حولنا.
- لنتذكر أننا عباد الله المكرمون اختارنا الله لنكون سادة مخلوقاته.
- لنتذكر نعم الله علينا والتي لا تعد ولا تحصى... اكتب قائمة بها وتذاكرها كل يوم.
- الحياة رغم صعوبتها حلوة وجميلة، فالله تعالى يبدأ كل يوم بشمس جديدة وفرصة أخرى للبشر جميعاً كي يصلحوا حالهم ويتمتعوا بالنعم ويذكروا الله ويشكروه.
- حاول أن تستيقظ مبكراً وتبدأ يومك بذكر الله وشكره وبجد ونشاط.
- حاول أن تكون صديقاً لما ومَن حولك... ففي الأثر "لا تعادوا الأيام فتعاديكم"... إبدأ الآخرين بالتحية والسلام، وتواصل معهم وظن بهم خيراً.
- انظر إلى المستقبل بأمل وتفاؤل ... أمل برحمة الله وتفاؤل بأيامه، وفي الحديث: "تفاؤلوا بالخير تجدوه".
- سر بالإتجاه المعاكس لوساوسك ومخاوفك... كما قال الإمام علي (ع): "إذا هِبت أمراً فقع فيه"، وابدأ بالأمور البسيطة... ثمّ تدرّج إلى غيرها وستجد أن مخاوفك كانت مجرد أوهام.
- إقرأ موضوعاتك بصوت عال تسمعه لتتدرب على الحديث وتأنس بصوتك وقراءتك.
- اعمل على تدليل نفسك بترويحها: بالرياضة والمشي، التجول والتسوق... بالمشاهدة المسلية والمطالعة المفيدة، بزيارة الأهل والأقارب، واختر لنفسك الناس الطيِّبين.
- صلِّ في المسجد ما استطعت، فهناك تشعر بالأمن (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) وتتعرف على المؤمنين الخيرين وترتاح نفسياً وتنتعش روحياً.
وأخيراً، استمر على العلاج، لأنّه لا يظهر أثره إلا بعد شهرين على الأقل، وهو يساعدك على التأهيل النفسي بصورة أفضل وأسرع، وإذا لم تجد فيه فائدة فعاود مراجعة الطبيب لإعطائك علاج آخر.
مع تحياتنا لك بالتوفيق.
سعيد أنا أن أتقدم بعرض مشكلتي هذه لعلي أجد عندكم من يواسيني ويخفف عنى وطأة العذاب الذي أعيشه يوميا ولم أستطع الصمود أمامه فأنا حزين جدا على حالي وتمنيت لو أنني لم أولد في هذه الحياة أرجو أن لا تعنفوني على ما قلته وما سأقوله.
مشكلتي هي الخوف الاجتماعي الذي دمرني ودمر مستقبلي فلم أعد أستطيع المقاومة, أصبحت لا أعبر عن رأيي بشكل جيد أخاف من كل غريب وعندما أرى أحدا يتكلم بشجاعة أحسده وأجد نفسي لا تساوي شيئا امامه.
سيدي أنا طالب في الجامعة وليتني لم أكن حالتي أنني أشعر بالخوف يأخذني ويأخذ عقلي فلا أستطيع التفكير داخل القسم وكلني رعشة في صوتي إن تكلمت و في رقبتي من الخلف خاصة فأنا داخل القسم وأمام زملائي كالأبله لا يصلح للدراسة وقد حدث لي أن طلب مني الأستاذ أن أعرض بحثي فبدأت بالقراءة على زملائي فستوقفني و طلب مني الشرح بدون قراءة فارتعدت فرائسي و ارتعشت رقبتي فلم أعد أستطيع أن أنطق ببنت شفة وهذا كله أمام زملائي والله في تلك الفترة تمنيت الموت و بعد أن أكملت بحثي رجعت إلى المنزل وأنا في حالة يرثى لها كرهت الحياة والدراسة وكل شيء, والله تعبت كثيرا و بكيت كثيرا فأنا أتألم أريد من يساعدني ذهبت إلى طبيب نفسي وأعطى لي أدوية وأنا أشربها لمدة شهر ونصف لكن لم يكن هناك بصيص للأمل.
أشعر أمام زملائي بالحقارة فهم يشاركون ويتكلمون بطلاقة وثقة أما أنا فلا شيء لا أستطيع المواصلة فكرت أن أتوقف عن الدراسة التي تجلب لي التعب والألم والخوف والشعور السيئ تجاه نفسي وتجعلني جبانا أما زملائي من خلال نظراتهم واحتكاكهم معي لكن الطبيب نصحني بالمواصلة لأنه لم يتبقى لي سوى عامين لكني كلما أردت قهر هذا الخوف لم استطع لم لم لم استطع كرهت حياتي ونفسي.
أصبحت لا أثق في نفسي مهما حاولت اظهار ذلك لم افلح أحب الدراسة لكن عندما أتذكر ما يجري لي في القسم أعافها لأنني اكره أي شيء يذكر بالموقف الذي مررت به إنه موقف محزن وأليم جدا لي أرجو من حظرتكم أن أصل الى بر الأمان -أريد أن أعرف ماقولكم في حالتي أو الحل الذي تساعدونني به و كذا رأيكم في ذهابي الى الطب النفسي وهل سأشفى يوما ما فسوف أدعولكم عن ظهر الغيب ان شاء الله. شكرا
*******************
*******************
الأخ الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد..
لنبدأ الحديث من حيث انتهيت.. فأنت – بإذن الله – ستتجاوز الحالة التي تمر وتصبح مجرد ذكريات غابرة، فلست وحدك مما يعاني أو عانى من ذلك، فهناك الملايين مرّوا بهذه التجربة وتجاوزها أغلبهم بنجاح، كما إنّ دراسة حياة الكثير من الموفقين في سائر الحقول العلمية والثقافية والفنية، تدلنا على أن بعضهم كان خجولاً أو منزوياً عن المجتمع ولكن مواصلة طريقه في إكتساب العلم والمعرفة والتجربة العملية كانت سبباً رئيسياً لتجاوزهم أوضاعهم النفسيّة والتقدُّم في تقدمهم وإرتقائهم.
ومن المهم أن تعرف أنّ الجذر في الخجل والخوف الإجتماعي هو القلق والإضطراب، والذي يرجع إلى عوامل بيئية غالباً، تتعلق بظروف النشأة في الصغر ومحيط التربية القاسي والشديد والمراقبة والمحاسبة، فينشأ الطفل متطلباً للكمال يقلقه أي إحتمال للوقوع في الخطأ، سواء كان لوحده، فلا يفهم الإنسان الخطّاء بطبعه، ولا الحياة التي لا تسير وفق ما نريد، أو كان الإنسان خائفاً من محيطه فهو يحس وكأن عيون الناس تحدق به من كل جانب.
فلابدّ إذن إبتداءً من تصحيح الأفكار، ومما يساعد على ذلك أن نسطر أفكارنا على الورق ونؤشر على الصحيح والخاطئ منها، من ذلك:
1- كل البشر – إلاّ مَن عصم الله من أنبيائه وأوليائه – يخطأون، فلا داعي للقلق إذا أخطأنا وكنّا وسائر الناس في ذلك سواء.
2- الحياة لا تسير كما نشتهي وأعمالنا ليس كأعمال الله تعالى كاملة ومتقنة، وإنما تتحكم بها عوامل كثيرة، وهي في الآخر ناقصة، وعلينا أن نتقبل الحياة كما هي.. نسعى للأفضل، ولكن مع تقبل الواقع والتعايش معه.
3- الناس في شغل عنّا، فلكل شأنه وهمومه، وعلينا مواصلة أعمالنا دون الإكتراث كثيراً برأي الناس إذا كنّا بالإتجاه الصحيح لأن (رضا الناس غاية لن تُدرك).
4- أفضل طريقة لتجاوز حالاتنا النفسية غير الملائمة، مواصلة العمل والنشاط والدراسة بجد، لأن ذلك يملأ فراغنا ويشغلنا ويطور أوضاعنا نحو الأفضل، ويشعرنا بالثقة.
5- الصورة التي في أذهاننا هي التي تتحكّم بنا وليست بالضرورة هي الصورة الحقيقية في الواقع، ولذلك علينا العمل لتحسين تصوراتنا عن أنفسنا وعن الحياة من حولنا.
- لنتذكر أننا عباد الله المكرمون اختارنا الله لنكون سادة مخلوقاته.
- لنتذكر نعم الله علينا والتي لا تعد ولا تحصى... اكتب قائمة بها وتذاكرها كل يوم.
- الحياة رغم صعوبتها حلوة وجميلة، فالله تعالى يبدأ كل يوم بشمس جديدة وفرصة أخرى للبشر جميعاً كي يصلحوا حالهم ويتمتعوا بالنعم ويذكروا الله ويشكروه.
- حاول أن تستيقظ مبكراً وتبدأ يومك بذكر الله وشكره وبجد ونشاط.
- حاول أن تكون صديقاً لما ومَن حولك... ففي الأثر "لا تعادوا الأيام فتعاديكم"... إبدأ الآخرين بالتحية والسلام، وتواصل معهم وظن بهم خيراً.
- انظر إلى المستقبل بأمل وتفاؤل ... أمل برحمة الله وتفاؤل بأيامه، وفي الحديث: "تفاؤلوا بالخير تجدوه".
- سر بالإتجاه المعاكس لوساوسك ومخاوفك... كما قال الإمام علي (ع): "إذا هِبت أمراً فقع فيه"، وابدأ بالأمور البسيطة... ثمّ تدرّج إلى غيرها وستجد أن مخاوفك كانت مجرد أوهام.
- إقرأ موضوعاتك بصوت عال تسمعه لتتدرب على الحديث وتأنس بصوتك وقراءتك.
- اعمل على تدليل نفسك بترويحها: بالرياضة والمشي، التجول والتسوق... بالمشاهدة المسلية والمطالعة المفيدة، بزيارة الأهل والأقارب، واختر لنفسك الناس الطيِّبين.
- صلِّ في المسجد ما استطعت، فهناك تشعر بالأمن (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) وتتعرف على المؤمنين الخيرين وترتاح نفسياً وتنتعش روحياً.
وأخيراً، استمر على العلاج، لأنّه لا يظهر أثره إلا بعد شهرين على الأقل، وهو يساعدك على التأهيل النفسي بصورة أفضل وأسرع، وإذا لم تجد فيه فائدة فعاود مراجعة الطبيب لإعطائك علاج آخر.
مع تحياتنا لك بالتوفيق.
0 commentaires: