يعرف المرض المعدي كونه يستطيع الانتقال من حيوان إلى حيوان آخر أو إلى الإنسان بواسطة أي وسيلة من وسائل العدوى المختلفة. أما الإصابة بالمرض فتسمى الخمج Infection وهي عبارة عن دخول العامل المسبب للمرض إلى جسم الحيوان وإحداث اضطرابات في الوظائف لأي عضو من أعضاء الجسم. وينتج عن هذا مرضا معديا قد يظهر علامات سريريه واضحة أو قد لا يظهر أي علامة مرضية وبالتالي تبقى الإصابة كامنة وتسمى Latent infection ويبقى الحيوان حاملا للمرض من دون أي دلالة عليه.
تصنف الأمراض المعدية حسب:
• فترة الإصابة إلى:
مرض معدي فوق الحاد Preacute infection ومرض معدي حاد Acute infection ومرض مزمن Chronic infection.
• نسبة حدوث الإصابة إلى:
1. حالات فردية ومتقطعة على فترات زمنية متباعدة.
2. إصابة مستوطنه وهي الإصابات التي تحدث في منطقة معينة وبشكل متكرر.
3. الإصابة الوبائية وهي الإصابات السريعة الانتشار والتي تشمل مناطق واسعة من البلاد وتصيب مجاميع كبيرة من الحيوانات.
وبائية الأمراض المعدية:
وهذا يعني تسجيل وتدوين كافة المعلومات عن المرض والتي تشمل مدى انتشار المرض، معدل انتشار المرض، نسبه الإصابة بالمرض، نسبه الوفيات الناتجة عن المرض، المناطق المصابة بالمرض، خطورة المرض إضافة إلى تدوين مدى فعالية طرق السيطرة المستخدمة للحد من المرض. هذه المعلومات يكون لها قيمة اقتصادية كبيرة على مستوى الدولة وعلى مستوى الأفراد المستثمرين في قطاع الثروة الحيوانية .
أما كيفية حدوث الإصابة أو طرق انتقالها فهي متعددة وتكاد الكائنات الحية المسببة للأمراض المعدية لا تترك مسلكا ممكنا إلى وسلكته ولذا نجد أن الأجهزة الرئيسية في الجسم هي ممرات لها مثل الجهاز الهضمي سواء عن طريق الفم أو فتحة الشرج، الجهاز التنفسي، الجلد سواء الخلايا السليمة منه أو تلك الأجزاء التي تعرضت إلى الحروق أو الجروح أو حتى الخدوش أحيانا أضافه إلى الغشاء المخاطي Mucous membrane، وبالتالي يمكن القول أن المرض المعدي يمكن له أن ينتقل بالاتصال المباشر أو غير المباشر ما بين الحيوان المصاب إلى الحيوان السليم. ولهذا يقول العلماء أن مصادر الإصابة هي ما يلي :
1. الاتصال المباشر وغير المباشر ما بين الحيوان السليم والحيوان المصابDirect and indirect contact with infected animal وهذا يشمل كل أنواع التواصل سواء الاحتكاك المباشر أو الاتصال الجنسي أو الاشتراك في المأكل والمشرب والمنام من خلال اللعاب أو حتى الرذاذ المتطاير من الأنف أو عضات الحيوانات المفترسة أو حتى قرصات البعوض والذباب وغيرها من الطفيليات الخارجية.
2. الاتصال المباشر أو غير المباشر مع حيوان حامل للمرض Direct or indirect contact with carrier animal حيث أن هذا الحيوان يكون حاملا للمسبب المرضي دون ظهور أي علامة من علامات المرض عليه .
3. التربة Soil حيث لوحظ أن معظم الجراثيم التي لها القابلية على تكوين الابواغ Sporulated Bacteria تنتقل من خلال التربة واكبر مثال على هذا هو أشهر جراثيم الكلوستريديم ألا وهو الكزاز Clostridium tetani .
4. الطعام والشراب: وجد العلماء أن الطعام أو الشراب الملوثين بالعامل المرضي المسبب للمرض هما من أهم مصادر العدوى خاصة في حال احتواء الطعام على المواد العضوية.
5. الهواء الملوث وهو التيار الهوائي الحامل للعامل المرضي ومن أهم الأمراض التي تتنقل عن طريق هذا الطريق ( الاستنشاق) هو مرض الأنفلونزا.
6. الحشرات العاضة أو الماصة : وهنا يكون انتقال المرض أما انتقالا ميكانيكيا بحتا أو انتقال بيولوجي. أما الفرق بينهما فهو أن النقل الميكانيكي للمرض لا يحدث أي نوع من التغيرات الفسيولوجية على المسبب المرضي ومثالها هو انتقال مرض فقر المعدي في الخيول عن طريق الذباب. أما النقل البيولوجي فهو ذاك النقل الذي يحدث تكاثرا للعامل المسبب في جسم الوسيط الناقل وبالتالي ازدياد العدد ومثاله انتقال مرض الحمى الصفراء .
7. المشيمة وهذا يعني وصول العامل المسبب إلى الجنين في رحم أمه من خلال المشيمة ومثاله الإسهال الحموي البقري أو ما يسمى الإسهال الفيروسي في الأبقار .
الآن و بعد دخول العامل المسبب إلى جسم الحيوان يسير في جملة من التطورات تسمى أطوار المرض وهذه الأطوار تشمل ما يلي:
• فترة حضانة المرض: هذه الفترة تعني المدة الزمنية اللازمة منذ دخول العامل المسبب للمرض إلى الجسم وحتى ظهور أول العلامات المرضية وهذه الفترة تختلف في طولها حسب العامل المسبب المرض وربما تكون ساعات أو قد تمتد إلى شهور أو سنوات.
• فترة ملامح المرض غير المميزة: وهذه الفترة هي تلك المدة التي يظهر فيها علامات مرضية عامة مثل ارتفاع درجة الحرارة أو الخمول أو فقدان الشهية. وهذه الفترة تختلف كذلك حسب العامل المسبب وتمتد من ساعات إلى أيام.
• فترة العلامات السريرية المميزة للمرض : وخلال هذه الفترة تظهر العلامات الدالة على المرض والتي من خلال يستدل على المرض وقد تستمر هذه الفترة أياما أو قد تطول إلى أشهر.
• فترة الخمود وهي الفترة التي خلالها تهبط شدة المرض وتبدأ الأعراض بالاختفاء تدريجيا وفي النهاية تختفي الأعراض المرضية بشكل كامل. هذه الفترة تعتبر اخطر الفترات بالنسبة لنقل المرض حيث يكون العامل المسبب ما زال موجودا ويطرح من الجسم من خلال الطرق المختلفة.
• فترة الشفاء: والتي من خلال يتم تشكيل المناعة ضد المرض واختفاء العامل المسبب.
تشخيص المرض:
تشخيص الأمراض المعدية يعتمد على ما يلي:
1. الفحص السريري وتاريخ الحالة المرضية.
2. دراسة وبائية المرض من اجل معرفة مصدر العدوى ومدى انتشار الوباء. ويتم هذا من خلال فحص القطيع، فحص مياه الشرب، فحص الأعلاف التي تقدم للحيوان، وطريقة تقديمه ومصدره، فحص القطعان المجاورة للقطيع المصاب.
3. التشريح المرضي Post motem inspection .
4. الفحص المخبري أو المختبري: وهي تلك الفحوصات التي تتم في المختبر وتشمل:
• عزل العامل المسبب من خلال طرق العزل المخبرية الخاصة.
• الفحص النسيجي Histopathology.
• الفحص المصلي أو السير ولوجي.
العلاج والوقاية:
يفضل علماء الأمراض المعدية استخدام طرق الوقاية اكثر من استخدام العلاج. لان سرعة انتشار المرض وارتفاع نسبة الإصابة ونسبة الوفيات في بعض الأحيان يجعل العلاج غير مجدي اقتصاديا. لذا طور العلم الحديث لقاحات ضد معظم الأمراض المعدية ليتم إلى استخدامها بشكل دوري متناسق وخلال فترات زمنية محددة للوقاية والسيطرة على هذه الأمراض.
أسس السيطرة والوقاية من الأمراض المعدية:
تعرف الوقاية على أنها سد كافة الثغرات التي يمكن أن ينفذ من خلالها العامل المسبب من المناطق المصابة إلى المناطق السليمة، لذا تنقسم إجراءات الوقاية إلى قسمين:
1. إجراءات وقائية عامة: هذه الإجراءات تتم ضد جميع الأمراض المعدية على مستوى الدولة وتتكفل الوزارات المعنية بتطبيق هذه الإجراءات وبالتنسيق مع مكتب الأوبئة العالمي في معظم بلدان العالم ولكل بلد من البلدان خصوصياته وقوانينه الخاصة التي يعمل بها. لكنها في الغالب تشمل آلاتي :
• عدم التعامل مع الدول المبتلية بالمرض من خلال منع الاستيراد من هذه الدول سواء استيراد الحيوانات الحية أو لحومها أو حتى مشتقاتها أحيانا وهذا يتبع إلى نوع المرض المعدي وشدة ضراوة العترة المسببة للمرض.
• فرض الحجر الصحي الصارم على كافة الحيوانات المستوردة.
• الحصول على المعلومات الكاملة عن الحالة الوبائية للمرض من الدول المبتلية بالمرض أو من خلال مكتب الأوبئة العالمي.
• تطهير وتعقيم الحظائر والإسطبلات بشكل دوري .
• ردم وتجفيف كافة البرك والمستنقعات عديمة الفائدة للحد من تكاثر الحشرات الضارة والناقلة للعديد من الأمراض.
• وضع خطة دورية للقضاء أو السيطرة على الطفيليات الخارجية والحشرات الضارة.
• فحص كافة العاملين في محطات تربية الحيوانات أو في المعامل التي تتعامل مع مشتقات الحيوانات بشكل دوري للتأكد من سلامتهم وخلوهم من الأمراض.
2. إجراءات وقائية خاصة تتعلق بطبيعة المرض: وتشمل الأتي: ( لكل دولة قوانينها وأنظمتها الخاصة التي تعمل بها )
• تحصين كافة الحيوانات التي لها القابلية للإصابة بالمرض.
• منع اقتراب الحيوانات السليمة من مناطق الإصابة.
• وضع مراكز بيطرية متفرقة ومجهزة بكافة اللوازم الضرورية من اجل فحص الحيوانات وضمان عدم اختلاط الحيوانات السليمة مع تلك الحيوانات المصابة.
• فحص كافة المواد والأغذية ذات المنشأ الحيواني للتأكد من خلوها من المرض.
• السيطرة على أسواق بيع الحيوانات ومراقبة الوضع الصحي في تلك الأسواق.
• في حالة ضرورة نقل الحيوانات المصابة تنقل بطريقة نقل خاصة خاضعة للرابة الطبية البيطرية.
• حرق ودفن الجثث الميتة نتيجة الإصابة بالمرض.
0 commentaires: